المنارة 7 || أشهر امثال العرب وقصصها

 

أشهر أمثال العرب

أشهر أمثال العرب وقصصها

إن الامثال هي مرآة صادقة لحكمة الشعب ومستودع للعادات والتقاليد، كما انها تعد خلاصة التجارب الإنسانية، ولهذا يتجه الباحثون عن طبائع الشعوب الى دراسة أمثالها، وربما كانت هذه وحدها التي وصلت الينا كلها كما نطق بها أصحابها بلا تغيير أو تحريف لما تمتاز به من تركيز بالغ وايجاز شديد.

وأريد الإشارة هنا الى الفرق بين الامثال والحكم، ان الحكم هو قول موجز جميل يتضمن رأي نابع من واقع وخبرة كالحكمة التي تقول [آخر الدواء الكي، وأول الشجرة النواة، وإنك لا تجني من الشوك العنب]، وغالبا ما يصدر عن طائفة خاصة من الناس. 

اما المثل فهو قول موجز يقترن بقصة أدت اليه، ثم يقال في حالات مشابهة استذكار له، وغالبا ما يصدر عن عامة الناس.

ويقول السيوطي فيه: المثل هو ما ترضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه، حتى ابتذلوا فيما بينهم وفاهوا به في السراء والضراء واستدروا به الممتنع من الدر ووصلوا به المطالب القصية، وتفرجوا به عن الكرب والكربة.


ومن هذه الامثال العربية وقصصها ما يأتي:

 

رب رمية من غير رامي

 

ومعناه: رب رمية أصابت الهدف حصلت من رام مخطئ، ويضرب فيمن أصاب الغرض مصادفة دون أن يكون أهلا له.

وأول من قال ذلك هو الحكم بن عبد يغوث المنقري، وكان راميا ماهرا في زمانه.

اقسم الحكم ذات يوم ان يذبح ظبية على صنم يعبده فحمل قوسه وخرج للصيد، لكنه لم يظفر بشيء فعاد حظينا كئيبا.

وفي اليوم التالي خرج الى قومه قائلا انه سيقتل نفسه ان لم يذبح ظبية اليوم، فأشار اخوه عليه ان يذبح بدلا منها عشرا من الإبل لكنه أبى.

وطلب ابنه ان يرافقه ليكون عونا له في الصيد فرفض ساخرا من ضعف ابنه، ورغم ذلك أصر ابنه على مرافقته، فانطلق هو وابنه للصيد.

فصادفتهم ظبية فرمى الحكم سهمه فأخطئ فحاول مرة أخرى واخطئ أيضا، ليطلب الابن القوس ويرمي السهم فيصيب الظبية، فقال الحكم (رب رمية من غير رامي).

 

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

 

ومعناه: ان الحياة لا تجلب للإنسان دائما ما يشاء ولا ما يشتهي ولا كل ما يتمناه يحصل عليه ويناله.

وأول من قاله هو الشاعر العباسي أبو الطيب المتنبي والمثل كان قد قاله في قصيدة، والبيت الكامل هو:

 [ما كل ما يتمنى المرء يدركه*** تجري الرياح بما لا تشتهي السفن]

وفي القصيدة كاملة معاني جميلة جدا تحث على التكيف مع ظروف الحياة ومجابهتها، لسماع القصدة كاملة عبر قناتنا على اليوتيوب اضغط هنا.

 

خلا لك الجو فبيضي واصفري

 

ومعناه: إذا ذهب عنك ما يزعجك فافعل ما تشاء فعله. ويضرب في الشخص الذي يخلى بينه وبين حاجته فيتمكن منها.

وأول من قاله هو الشاعر طرفة بن العبد وكان قد قاله في قصيدة، والبيت الكامل هو:

[يا لك من قبرة بمعمر*** خلا لك الجو فبيضي واصفري]

كان طرفة برفقه عمه في أحد اسفاره وكان حينذاك صبيا صغيرا وقد أخذ معه بعض الفخاخ لينصبها لطيور القنابر (وهي طيور صغيرة الحجم دائمة التغريد وتكثر في الحقول]

وبقي طرفة يراقب الفخاخ متأملا بصيد ثمين، ولكن لسوء الحظ انقضى اليوم دون ان يصيد أي طائر، فجمع فخاخه وعاد خالي الوفاض الى عمه، وهما بمغادرة المكان، وإذا بطيور القنابر تتسل لتأكل ما رماه طرفة لها من الحبوب، وحينها قال طرفة (خلا لك الجو فبيضي واصفري)

 

رمتني بدائها وانسلت


ومعناه: عيرتني بما فيها وليس فيَ، ويقال في الشخص الذي يقذف الناس بما فيه وليس فيهم.

وفي قصته يقال ان رجلا من العرب اسنه سعد بن زيد من مناة تزوج امرأة شديدة الجمال تدعى رهم بنت الخزرج بنت تيم الله، ثم ولدت له ذكرا ففرح بها، فكان ضرائرها يغرون منها فيساببنها يا عفلاء. وهو امر يصيب المرأة بعد الولادة

فكانت رهم تبكي وتشتكي الى أمها التي نصحتها بأن تبادرهم بنفس القول إذا ساببنها فترقبت رهم حتى اشتبكن معها فقالت لإحداهن: يا عفلاء، فضحكتك ضرتها وقالت: رمتني بدائها وانسلت، أي عيرتني بما فيها والصقته بي.

 

أبصر من زرقاء اليمامة

 

زرقاء اليمامة هي امرأة من قوم جديس. ويطلق المثل على كل من كان حاد البصر اكثر من زرقاء اليمامة كمبالغة.

ذات يوم قتل رجلا من جديس رجلا من طمس فسار طمس في جيش قاصدين الثأر من جديس، وفي محاول للتمويه حملت كل رجل من سرية شجرة متخفين ذلك لأنهم كانوا قد سمعوا ان زرقاء اليمامة ستبصرهم على مسيرة ثلاثة أيام وعندها ستبلغ قومها ويستعدون لملاقاتهم.

وعلى الرغم من هذا التخفي ابصرتهم زرقاء اليمامة وأبلغت قومها دون ان يصدقوها حين قالت لهم: (يا قوم قد اتتكم الشجر) ظانين انها خرفت

وما مرت ساعات الصباح الا وقد هجم عليهم الأعداء وقتلوا زرقاء وفقعوا عينيها فوجدوهما غارقتين في الاثمد (نوع من الكحل) من كثرة ما كانت تتكحل به.

 

لا ناقة لي فيها ولا جمل

 

ومعناه: أنى لن أشارك في حل ولا ربط في هذا الموضوع لأنه لا يخصني من قريب ولا بعيد.

يعود المثل لحرب البسوس، وفيها كان الحارث بن عباد وهو فارس مقدام ان يعتزل الحرب ولا ينحاز لطرف دون الاخر، وحين سُأل عن سبب اعتزاله الحرب فقال: لا ناقة لي فيها ولا جمل.

ولكن الحارث في الحقيقة شارك فيها بعد قوله هذا انتقاما لمقتل ولده فيها.


سبق السيف العذل


ومعناه: سبق سيفي عذلكم أي عتابكم لي.

يضرب المثل في حالة التسرع في اصدار القرارات وتنفيذها دون تفكير.

وأول من قاله هو ضبة بن اد بن طابخة بن الياس بن مضر.

 كان ضبة راعيا يملك الإبل، وكان أبا لولدين هما سعد وسعيد،

وفي احدى الليالي بدأت الإبل في التفرق فطلب ظبة من ولديه ارجاع الإبل،

وبعد ساعات عاد سعد بالإبل دون سعيد، خرج ضبه يبحث عن ولده ولمح رجلا يرتدي ملابسا شبيهه بملابس سعيد فسأله ضبه عنها فأجاه بأنها لفتى قتله على الطريق بعد أن طلبها منه ورفض، وعندها علم ضبة بأنه القاتل، فأخذ سيف الرجل وقتله به. فاجتمع الناس يلومونه بسبب استعجاله بالقتل وهم في شهر حرام فقال لهم: (سبق السيف العذل).

 

 


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق



    وضع القراءة :
    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -